انزعوا عني الجنسية

انزعوا عني الجنسية

فليست ما أبتغيه هوية

أحرقوا  وثائقي الرسمية

و ارموا شهائدي العلمية

و افسخوا  سجلاتي الشخصية

من كل قواعدكم البيانية

فإني سئمت أن أكون صفرا

في بضع عشرتكم المليونية

و أروم أن أكون رقما

في معادلات وزارتكم الإرهابية

 

أكرهتموني على الوطنية

على حب وطن وهمي

أنا فيه مخون ملون

محاط بكل عنصريتكم الايديولوجية

وطن أنا فيه غريب

ليس لي فيه من نصيب

ليس لي فيه غير النحيب

على ظلم البعيد و غدر القريب

وطن سرق مني إنسانيتي

و قدمني لملايينكم أمام شاشاتكم

غولا مارقا تغلي دماؤه حقدا

و جثة هامدة رفرف فوقها علمكم

وطن بلا سيادة غير استقوائه على الضعفاء

بلا إرادة غير إرادة السفارة الأمريكية

بلا شعب غير شعب  الأحياء البرجوازية

وطن للطرابلسية, لبن عليوية للبوشموية

وطن باعوا فيه كل ثراوته النفطية

الملحية و الفسفاطية

و قدموا لنا دعم المحروقات

على كونه مزية

وطن جعل مني مطية

لحملته الانتخابية

وطن صار دكانا للمضاربين

بضاعته الأمن مقابل الحرية

كلما دفعت كلما أمنت

كلما جاريت كلما غنمت

 

عيشوا في وطنكم فرحين

عيشوا مع ذلكم غانعين

عيشوا مع خوفكم آمنين

عيشوا مع فقركم قانعين

عيشوا فيه كلابا نابحين

و حميرا مسفَرين

و دعوا وطني يعيش في

حالما بغد أفضل

آملا بأن ينبثق من جراحي

متغذيا من فوارات دمائي

مجاوزا كل حد رسمتموه

خارقا كل قانون خلقتموه

مواسيا كل مظلوم ظلمتموه

ناحرا كل برجوازي متخوم

 

انزعوا عني الجنسية

فليست ما أبتغيه هوية

فاليوم صار لدي قضية

أعانق بها عنان الحرية